مطار إسطنبول الجديد .. انتهت في إسطنبول عملية “الهجرة الكبرى” من مطار أتاتورك الدولي إلى مطار إسطنبول الجديد ليغلق المطار القديم أمام الملاحة الجوية المدنية، ويبدأ الثاني رحلاته التي وصل عددها 149 رحلة في يومه الأول.
ونقلت صحيفة تركية تصريحات تلفزيونية لوزير النقل والبنى التحتية في الحكومة التركية محمد جاهد طورهان قال فيها إن عملية الانتقال التي أجريت هي الأكبر في تاريخ المجال الجوي العالمي.
وبدأت العملية بتاريخ 29 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي وانتهت هذا الأسبوع.
وبحسب الصحيفة، كشف طورهان أن عملية الانتقال لم تشمل المجال الجوي ورحلات الطيران فقط، وإنما شملت العديد من الجوانب الأخرى، من بينها مكاتب المحاسبة ووحدات الجوانب التقنية والجمركية وغيرها، في حين سيستمر مطار أتاتورك في تسيير رحلات الشحن لفترة زمنية محددة.
وأضاف الوزير أن الزوار والمواطنين لن يجدوا صعوبة فيما يتعلق بالمواصلات من المطار وإليه، عكس ما يتصوره البعض، وأشار إلى أن الطرق الجديدة المؤدية إلى المطار واسعة جدا.
وأوضح أن الطريق المؤدي إلى المطار لن يشهد أي اكتظاظ مروري على عكس ما يحصل في مطار أتاتورك، كما أنه من غير المتوقع حدوث مشاكل مرورية في الطرق المؤدية إلى المطار الجديد خلال العشرين عاما المقبلة.
قطار جديد
وبينت الصحيفة أنه من المنتظر افتتاح القطار المؤدي إلى المطار خلال النصف الأول من العام المقبل، وسيكون طوله 32 كيلومترا في مرحلة أولى، وسيصل لاحقا لمسافة 120 كيلومترا.
ومن المتوقع أن يشمل خط القطار ست محطات سيرتبط من خلالها ببقية القطارات الرئيسية في إسطنبول، وفق الصحيفة.
وطمأن الوزير التركي ضيوف تركيا القادمين والمغادرين من مطار إسطنبول الجديد بشأن مشكلة كانت تؤرقهم كثيرا خلال رحلات السفر السابقة والمتعلقة بتأخر الرحلات أو ضغط الطيران الذي يؤدي إلى تأجيل بعض الرحلات وتغيير مسارات أخرى.
وأوضح أن المطار الجديد -ورغم عدم افتتاح المهبط الثالث فيه- يستطيع تحمل ثمانين رحلة هبوط وإقلاع في الساعة الواحدة، وقد كان هذا الرقم في حدود سبعين عملية في مطار أتاتورك.
ومن المتوقع أن يفتتح المهبط الثالث في المطار الجديد في مارس/آذار من العام المقبل.
وبشأن وسائل النقل المؤدية حاليا إلى مطار إسطنبول الجديد، يقول الوزير إن وزارة المواصلات وفرت طرقا بديلة متمثلة في حافلات تنطلق من عشرين منطقة مختلفة من مناطق إسطنبول نحو المطار الجديد كل نصف أو ثلث ساعة.
وتنطلق الحافلات أيضا من المطار إلى هذه المناطق بنفس المعدل، حيث تؤدي نحو 2300 رحلة يوميا تنقل خلالها تسعين ألف شخص، وبالإضافة إلى ذلك توجد حافلات بلدية إسطنبول التي تعمل على مدار 24 ساعة.
نظام ذكي لسيارات الأجرة
وأوردت الصحيفة أن النظام الذكي للمطار الجديد سيوفر خدمة تقدير المدة الزمنية من بيت المسافر إلى المطار، وسيجرى إشعار المسافرين بموعد المغادرة المناسب من منازلهم والتوجه إلى المطار بهدف السفر.
وأشار الوزير طورهان إلى أن أبرز مشكلة يعاني منها السياح القادمون إلى تركيا تتمثل في سائقي سيارات الأجرة، ولهذا وضعت بعض القوانين المتعلقة بهم في المطار الجديد، من بينها عدم قبول أي سائق لا يتقن اللغة الإنجليزية، كما لن يعاني الزائرون من الحيل والخداع من قبل سائقي سيارات الأجرة، لأن النظام الجديد يجبر السائق على عرض المسار الذي سيسلكه إلكترونيا عبر جهاز خاص داخل السيارة ليختار الزائر الطريق الذي يريد بنفسه.
وأضاف طورهان أن عدد سيارات الأجرة العاملة في المطار حاليا في حدود 660 سيارة، ومن المتوقع أن يفوق عددها الألف سيارة خلال الفترة المقبلة.
وسيكون بإمكان الزائر أن يحصل على معلومات متعلقة بلوحة تسجيل سيارة الأجرة، وبإمكانه أيضا الدفع عن طريق بطاقته البنكية.
وقد أرسلت إلى السائقين توجيهات وتعليمات وتحذيرات بضرورة التعامل بلباقة مع جميع الزائرين القادمين إلى إسطنبول، تنقل الصحيفة.
وبشأن طول الطريق ومدة المسافة بين المطار الجديد ومركز إسطنبول، يقول الوزير إن المسافة ربما تكون طويلة لكن الازدحام المروري غير موجود، وبالتالي سيتم توفير الوقت بشكل كبير، فعندما تنطلق السيارة من مطار أتاتورك الدولي وسط الزحام المروري فإنها ربما تسير بسرعة عشرين كيلومترا في الساعة، في حين عندما تنطلق من المطار الجديد بسرعة ثمانين كيلومترا في الساعة فإن المسافة الطويلة ستبدو قصيرة وستكون المدة الزمنية أقل.
ونقلت الصحيفة أن المطار الجديد يضم موقفا للسيارات يتسع لنحو 45 ألف سيارة، ومن الصعب جدا عدم العثور على مكان في هذا الموقف.
وتبلغ تكلفة الساعة فيه نحو عشرين ليرة تركية (3.5 دولارات)، وتكلفة التوقف يوميا فيه بحدود 63 ليرة (11 دولارا).
مصير مطار أتاتورك
وأضاف الوزير أن قدرة استيعاب المطار الجديد ستزيد عدد الرحلات الجوية من إسطنبول وإليها بنسبة 20% خلال السنوات الخمس المقبلة، وهو ما سيدعم السياحة وسيصب في مصلحة الاقتصاد التركي.
وبشأن مصير مطار أتاتورك، كشف الوزير التركي أن المطار سيتحول إلى حديقة وأرض للمعارض، حيث تعمل وزارة البيئة التركية على إدارة المشاريع المتعلقة به.
وسيواصل المطار عمله لعام أو عام ونصف إضافي في الرحلات الجوية الخاصة وفي الرحلات الجوية المتعلقة بالشحن، وسيكون مكان مطار أتاتورك مكانا مناسبا لإنشاء معارض تجارية في المجال الجوي، حسب الصحيفة.
إقرأ أيضاً : كاشف الغضب أثناء القيادة في سيارتك المستقبلية؟